السيد مطر سيف الشامسي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لدى الأردن

- المساهمة الإماراتية في المنحة الخليجية حق وواجب للأردن

- الإمارات تلقت الدعم السياسي والمعنوي من الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً منذ نشأتها

- عمق العلاقات الراسخة بين الأردن والإمارات أكبر من أن توصف

- مبادرة لتأهيل مليون مبرمج أردني بدعم من مؤسسة دبي للمستقبل

- الاستثمارات الأردنية في الإمارات تشكل 17% من حجم الاستثمار الأجنبي

- نأمل دعم جهودنا من قبل المسؤولين الأردنيين

لزيادة الاستثمارات الإماراتية في الأردن

 

 

حوار: رئيس التحرير - عمان

(مطر الأردني)... هذا هو الوصف الذي خرجت به بعد حوار مطول جمعني بسعادة السيد مطر سيف الشامسي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في الأردن، فقد تحدث بحب كبير للأردن ولسيدنا، وبدون رسميات أو مقدمات أو مجاملات، أكد على عمق العلاقات الأردنية الإماراتية، والتي واكبها على مدار عدة عقود من خلال عمله في عدة مؤسسات في دولة الإمارات.

تحدث (مطر الأردني) بصدق وعمق وشفافية وعفوية، لقد قابلت سيدنا عده مرات...، سمعت من سيدنا...، قدمت لسيدنا...، أكدت لسيدنا...، كلمة سيدنا ترتبط بكلامه بشكل دائم، وهو يتحدث بصوت الإماراتي (الأردني) الغيور على الأردن ومستقبله، فهو يؤمن بأن الأردن والأردنيين قدموا لأمتهم، ومن واجب الجميع أن يقف مع الأردن على الدوام.

يستذكر (مطر الأردني) علاقات الملك الحسين بن طلال (رحمه الله) بأصحاب السمو شيوخ الإمارات على مدى عدة عقود، ويشدد على متانة العلاقات التي تجمع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بأشقائه شيوخ الإمارات الحاليين، مبيناً أنه لا يمكن لأحد أن يتصور عمق وقوة العلاقات التي تجمع الأردن والإمارات، وعلى أعلى مستوى، فالعلاقات أكبر وأسمى من أن توصف.

يجمع (مطر الأردني) بين أدب الحديث ورقيه والتمكن من معناه بشكل متزن، فهو رجل دولة لعدة عقود، وصاحب رسالة مفادها أن شيوخ الإمارات يحبون الأردن ويقدرون قيادته ويؤمنون بدوره المحوري في قضايا أمته، ومن هنا يأتي قوله لي: سأسعى بكل ما أستطيع لأكون داعماً ومحفزاً لكل ما يحقق الخير والتقدم للأردن، سياسياً واقتصادياً ومعنوياً،،، طال اللقاء وتشعب الحوار، وخرجت بما تطلعون عليه هنا.

 

- علاقات أخوية راسخة

وسط تأكيده على عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين الأردن والإمارات، يبين الشامسي أن هذه العلاقات تمتد إلى فترة ما قبل قيام دولة الإمارات في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث جاءت أولى البعثات الطبية والتعليمية والعسكرية إلى الإمارات، وعملت في مدينة العين ثم انتقلت إلى بقية المدن.

ويستذكر الشامسي أول رحلة لجلالة الملك الحسين بن طلال (رحمه الله)، في نهاية الستينيات، حرصاً من جلالته على التواصل مع اخوته شيوخ الإمارات، سبقتها زيارة الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي في منتصف الستينيات من القرن الماضي إلى الأردن ثم إلى القدس، وكيف كان الجميع يستمع لمشورة ونصح جلالته في العديد من قضايا أمته، كونه كان يمثل صوت الحكمة والضمير الحي للأمة.

وقال الشامسي.. يكفينا فخراً أن الأردن كان أول دولة تعترف بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تبادل السفراء منذ بداية قيام الدولة، وهذا دليل واضح على الدعم السياسي والمعنوي الذي تلقته دولة الإمارات من الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً منذ نشأتها.

 

- الأردنيين وبناء الإمارات

يعترف الشامسي بفضل الأردن والأردنيين في بناء وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد ذكر لي أن أول رئيس أركان للقوات المسلحة الإماراتية (أردني)، وأول قائد لكلية زايد العسكرية (أردني)، وغيرها الكثير من الموقع التي تولاها أردنيون على مدى عقود، إلا أنه يذكر هذه المواقع لحساسيتها وأهميتها، حيث وثقت الإمارات بالأردنيين ووجدت فيهم خير نصير ومعين لتعزيز أركان الدولة.

 

- سيدنا يعزز ويطور العلاقات

بكل فخر واعتزاز يؤكد الشامسي أن سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني حافظ على العلاقات المتميزة بين الدولتين الشقيقتين، وعززها وطورها في كافة المجالات، وهو دائم التنسيق مع أشقائه شيوخ الإمارات لما فيه الخير والتقدم لبلدينا الشقيقين، مشيراً إلى أن التنسيق بين جلالة سيدنا وشيوخ الإمارات يشهد تطوراً مستمراً في كافة القضايا التي تهم البلدين الشقيقين، وكذلك القضايا العربية والإقليمية والدولية.

ويؤكد الشامسي أن العلاقات بين قيادتي البلدين أكبر من أن نتحدث عنها، وعلينا أن نترجم هذه العلاقات المتميزة إلى فرص للتعاون المثمر على كافة المستويات وفي كافة المجالات، وأنا أفتخر بإشادة سيدنا (بي شخصياً) أمام سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي، أثناء زيارته الأخيرة للأردن، وهذا وسام أعتز وأفتخر به، وهذا يعطيني الدافع والحافز لدعم وتعزيز العلاقات بين البلدين، ويحملني مسؤولية كبيرة للعمل بجد وقوة أكبر للنهوض بمستوى التنسيق والتعاون المشترك على الدوام.

 

- تعاون أمني وعسكري وثيق

يشير الشامسي إلى تعاون عسكري وثيق ومستمر بين البلدين على عدة مستويات، حيث يتم تبادل الخبرات المختلفة على مستوى المدربين والخبراء والمستشارين، مؤكداً أن الإمارات تفتخر بالخبرات والقدرات البشرية العسكرية الأردنية، وأن هناك تنسيق عسكري وأمني دائم ومتواصل لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لبلدينا الشقيقين، وللأمتين العربية والإسلامية.

كما أوضح الشامسي أن دولة الإمارات تدعم القوات المسلحة الأردنية من خلال عدة أوجه، فقد قامت ببناء مشروع المدينة التدريبية العسكرية في الزرقاء، وهي تضم 99 بناية سكنية لضباط وأفراد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، إلى جانب إقامة ميادين عسكرية للتدريب مجهزة على أعلى مستوى، كما يجري التعاون في مجال التصنيع العسكري لبعض المعدات العسكرية التي تستخدمها جيوش الدولتين.

 

- تعاون مشترك لتطوير أداء الجهاز الحكومي

وتناول الشامسي مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين مؤخراً في مجال تطوير أداء الجهاز الحكومي وتحسين الخدمات، والتي جاءت تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين بهدف تعزيز وتطوير الإجراءات المشتركة، إدراكاً منهما بأهمية تطوير الخدمات الحكومية، وبما يعود بالنفع على المواطنين ومتلقي الخدمة، بالإضافة إلى تقوية القدرات المؤسسية والاستفادة المتبادلة في مجال تطوير العمل الحكومي.

وبين الشامسي أنه سيتم إطلاق عدة مبادرات في الأردن بدعم وتمويل من المؤسسات الرسمية الإماراتية ومنها، مبادرة لتأهيل مليون مبرمج أردني على مدار 3 سنوات بدعم من مؤسسة دبي للمستقبل، وجائزة الملك عبدالله للابتكار، وجائزة الملك عبدالله لأفضل خدمة حكومية، وإطلاق أول مركز خدمات حكومية، وإطلاق أول مركز مسرعات حكومية، وبرنامج بناء القدرات الإدارية الحكومية، والمهرجان الدولي للتمور الأردنية بدعم من مؤسسة خليفة للتمور.

 

- التعاون الاقتصادي مع الأردن  

تشهد العلاقات الاقتصادية الأردنية الإماراتية نمواً مستمراً في عدة قطاعات، وهناك تبادل للبضائع والمنتجات بين البلدين على مدار العام وحجمها بازدياد يوماً بعد يوم، وقد تم نهاية العام الماضي عقد اللجنة العليا الأردنية الإماراتية المشتركة، وتم توقيع 13 اتفاقية في عدة مجالات وقطاعات لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

كما أن هناك تنسيق على أعلى مستوى للتعاون بين البلدين في مجالات البنية التحتية وتبادل الخبرات والمعلومات في عدة مجالات، وهذا من شأنه فتح آفاق جديدة ومتجددة لتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل يخدم مصالح الطرفين، وذلك من خلال مواكبة ما يشهده العالم من انفتاح اقتصادي كبير ومتنامي.

 

- الاستثمارات الأردنية في الإمارات

أوضح الشامسي أن الاستثمارات الأردنية في الإمارات تشكل 17% من حجم الاستثمار الأجنبي في الدولة، وأن لهذه الاستثمارات دور إيجابي ومهم في مجال البنية التحتية وفي عدة مجالات رئيسية وحيوية في البلاد، وهذا يؤكد أن المستثمرين الأردنيين وجدوا في الإمارات الملاذ الآمن والمستقر لاستثماراتهم، حيث تفخر الإمارات بهم وبدورهم الحيوي والتنموي في بناء الإمارات الحديثة التي تزدهر يوماً بعد يوم.

وبين الشامسي أن القوانين والأنظمة المتطورة التي وضعتها الإمارات لتشجيع وتعزيز الاستثمارات في البلاد كان لها الدور الأكبر في جذب المستثمرين نحوها، هذا إلى جانب الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها الاقتصاد الإماراتي أمام المستثمرين، كما أن الانفتاح الاقتصادي الإماراتي على العالم فتح المجال لإقامة استثمارات تستهدف الوصول إلى العالم من بوابة المناطق الحرة والمدن الصناعية والمناطق الاستثمارية الخاصة التي طورتها دولة الإمارات على أراضيها.

 

- الاستثمارات الإماراتية في الأردن

وصل حجم الاستثمارات الإماراتية في الأردن إلى 16 مليار دولار، تتوزع على مشاريع البنية التحية والنقل والعقارات والطاقة المتجددة، ويأمل الشامسي أن يتم دعم جهوده من المسؤولين الأردنيين لزيادة الاستثمارات الإماراتية في الأردن، من خلال تحفيز مستثمرين جدد للاستثمار في الأردن. 

ويبين الشامسي أنه يسعى لزيادة الاستثمارات الإماراتية في الأردن من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية بالاستثمار في الأردن، ويعمل على دعوة المزيد من الشركات والمستثمرين الإماراتيين لإقامة استثمارات ومشاريع كبرى في الأردن، وهو يعتبر البيئة الاستثمارية في الأردن إيجابية ومحفزة، ويأمل أن نشهد المزيد من الاستثمارات الإماراتية في الأردن خلال الفترات القادمة.

ويشير الشامسي إلى أن هناك اهتمام كبير في مجال استثمارات الطاقة المتجددة، ونأمل أن تظهر قريباً على أرض الواقع، فهناك مشاريع أصبحت قائمة وموجودة فعلاً، وهناك مشاريع أخرى سترى النور قريباً بإذن الله، مبيناً أنه سيتم قريباً إقامة مشاريع للطاقة المتجددة لدعم المملكة في هذا المجال.

 

- مساهمة الإمارات في المنحة الخليجية للأردن

يؤكد الشامسي أن دعم الأردن من قبل أشقائه العرب هو حق وواجب ورد للمعروف، فقد وقف الأردن مع أمته مواقف كثيرة تستحق التقدير والاحترام، ودول الخليج تقدر للأردن مواقفه النبيلة معها على مدى عقود مضت، ومن هنا جاءت المساهمة الإماراتية في المنحة الخليجية التي أقرتها بعض دول الخليج عام 2011، ويمتد تنفيذ مشاريعها لغاية الآن، حيث بلغت مساهمة دولة الإمارات في المنحة 1.25 مليار دولار.

وقد تنوعت المشاريع التي مولتها دولة الإمارات ضمن هذه المنحة لتشمل عدة قطاعات حيوية ورئيسية ومنها، الصحة، التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، المياه والصرف الصحي، الصناعة والتجارة، الطرق، الطاقة والثروة المعدنية، التنمية المحلية.

 

* المشاريع الممولة من مساهمة الإمارات في المنحة الخليجية

 

القيمـــة/ مليون دولار

اسم المشروع

16.26

إنشاء مركز الأورام

25

توسعة مشروع مستشفى الحسين للسرطان

26.69

إنشاء 60 مدرسة جديدة

7.05

بناء 25 مدرسة أساسية

17.43

إعادة تأهيل مشاريع الري

48.62

مشاريع السدود

9.08

إنشاء كليات جامعية متوسطة

150

مشاريع الطاقة المتجددة

210

منشآت لتخزين المشتقات النفطية

186.24

برنامج إنشاء واستكمال وتوسعة وتحسين الطرق

87

مشروع ممر عمان التنموي

126.9

مشروع تطوير الجامعات الرسمية

32.5

مشروع ميناء الغاز البترولي المسال

70.5

مشروع توسعة الصوامع

200

مشروع تطوير مدينة الحسين الطبية

1213

المجموع

 

02-أيلول-2018 14:32 م

نبذة عن الكاتب